لم يمض على قافلة دار البر الإغاثية الأولى للشعب الصومالي عدة أسابيع إلا و قد أرسلت القافلة الثانية و هذه القافلة تختلف عن سابقتها التي كانت عبارة عن إرسال معونات غذائية ،اما هذه القافلة فكانت من نوع آخر و هي عبارة عن فريق طبي لمستشفى ميداني متنقل و طرح مشاريع زراعية مستدامة لمحاربة الجفاف.

وأكد عبد الله علي بن زايد الفلاسي، المدير التنفيذي للجمعية، أن الفريق الطبي التطوعي ل (دار البر) في الصومال بالتعاون مع شركاؤنا "زايد العطاء" والمستشفى السعودي الألماني وبيت الشارقة الخيري نجحوا في علاج آلاف المرضى، من الأطفال وسواهم من الشرائح العمرية، خلال عدة أيام من تشغيل "المستشفى الميداني المتحرك"، وتشغيل 3 عيادات تساهم في تطوير الرعاية الصحية للشرائح المعوزة في المناطق النائية، الأكثر تعرضا لتفشي الأمراض جراء "المجاعة"، التي ضربت الصومال.

وبين الفلاسي أن من ضمن مهام الفريق الزائر للأراضي الصومالية طرح دراسة آلية محاربة الجفاف بإنشاء مشاريع زراعية مستدامة لزراعة "العلف"، حفاظاً على الثروة الحيوانية، وزراعة محاصيل زراعية أخرى.

وأشار الفلاسي إلى أن الفريق المكلف من قبل (دار البر) وصل "هرجيسا" في الصومال الأربعاء 26 ابريل 2017 الماضي، وباشر بتنفيذ مبادرة "القافلة الطبية" في اليوم التالي، وتفقد الحملة الطبية، التي أطلقتها الجمعية في وقت سابق بالتعاون والتنسيق مع شركائها من الدولة، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله"، بأن يكون 2017 "عاما للخير"، وتزامنا مع حملة (لأجلك يا صومال)، التي أطلقتها الدولة عونا وإغاثة للشعب الصومالي، وتعزيزا لدور الإمارات ورسالتها الإنسانية والحضارية، التي تقضي بالعمل وبذل كل الجهود الممكنة للتخفيف من معاناة الشعب الصومالي.

وأوضح المدير التنفيذي ل"دار البر" أن المهام الإنسانية ل"فريق العمل" المكلف في المحطة الحالية ل"قوافل زايد الخير" بمدينة "هرجيسا" الصومالية، تشكل استكمالاً للمهام الإنسانية الأخرى، التي أطلقتها الجمعية منذ الإعلان عن "المجاعة" في مختلف المدن الصومالية، وشملت توزيع معونات غذائية في بداية أبريل/ نيسان الماضي، بقيمة مليونين و800 ألف درهم تقريباً على مختلف المناطق، الني ضربتها "المجاعة".

وضم "الفريق الطبي" المشترك أكثر من 50 عضوا، من الطواقم الطبية التطوعية، من الإمارات والصومال، ويحتوي "المستشفى الميداني المتحرك" على 10 أسرة، ويشتمل على وحدات للطوارىء والباطنية والقلب والأطفال، مزودة بأحدث الأجهزة الطبية.

وقال عمران محمد عبد الله، رئيس قطاع المشاريع الخيرية في "دار البر": إن الفريق المكلف ،بحث "المشروع الزراعي" لمكافحة الجفاف، خلال اجتماع مع عدد من المسؤولين الصوماليين، من بينهم وزراء، في إطار مبادرة "دار البر" لوضع دراسة جدية وعملية لمشاريع زراعية، تشمل مناطق مختلفة في الصومال، تفادياً لحالات الجفاف المتكررة، وجاءت الدراسة في ضوء الزيارة السابقة للجمعية لإغاثة الشعب الصومالي، التي زار فيها وفد "دار البر" المناطق المتأثرة بالجفاف، حيث عاين حجم معاناة الناس ونفوق آلاف الرؤوس من الثروة الحيوانية.

وأوضح عمران أن الدراسة تقضي بحفر آبار خاصة لتوفير مياه الري، وزراعة أراض شاسعة في مناطق الجفاف، وتشمل زراعة "العلف" لحماية الثروة الحيوانية من "النفوق" بضمان مصادر غذائها، وزراعة بعض المحاصيل الزراعية، التي يستفيد منها الأهالي، مؤكدا أن المبادرة حظيت باستحسان المسؤولين والوزراء الصوماليين.
و بناء على ذلك وجه أصحاب القرار في الجمهورية بالتعاون مع جمعية "دار البر" الإماراتية، لتنفيذ المبادرة، و تقديم الدراسة الكافية.