شهد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس دائرة الطيران المدني في دبي، رئيس مجلس إدارة مجموعة طيران الإمارات، مساء أمس الأول، في القاعة رقم (8) بمركز دبي التجاري العالمي، الحفل السنوي الحادي عشر للأيتام، القادمين من الإمارات وخارجها، والذي حمل عنوان (أم العطاء)، وحظي برعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، "رعاه الله"، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، ونظمته جمعية «دار البر».
حضر الحفل الشيخ محمد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وعبد القادر الريس، مدير عام جمعية "دار البر"، وعبد الله علي بن زايد، المدير التنفيذي للجمعية، وحشد من المسؤولين والشخصيات والعاملين في قطاع العمل الخيري والإنساني والأهالي.
تكريم مستحق
وكرم سمو رئيس دائرة الطيران المدني في دبي، باسم الجمعية، الشيخ محمد بن مكتوم بن جمعة، وإبراهيم أحمد الحمادي، في تكريم خاص للشخصيات، التي ساهمت في الارتقاء بمسيرة "دار البر" وتعزيز إنجازاتها ومكتسباتها.
وأعلنت "دار البر"، في ختام الحفل، فوز عبد القادر الريس بجائزة (شخصية العام الخيرية)، إذ وقع اختيار الجمعية عليه هذا العام في ضوء الإنجازات، التي حققها في قطاع العمل الخيري والنفع العام داخل الدولة وخارجها، في حين فاز بالجائزة في دورة العام الماضي من الحفل كل من الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والسيدة فاضلة سيف بن خادم الرميثي.
وكرم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الأيتام المشاركين في الحفل هذا العام، وهم أكثر من 200 يتيم من داخل الدولة وخارجها. وشمل التكريم "أيتام دار البر" المتفوقين دراسيا، وفي حفظ القرآن الكريم، من خارج الدولة، ونظرائهم من الأيتام المتفوقين في الدراسة وحفظ القرآن من داخل الدولة، وتكريم جمعية "كفر الكردي" من مصر، باعتبارها أفضل جمعية خارجية من شركاء "دار البر"، بالإضافة إلى تكريم رعاة الحفل.
أقيم الحفل تحت رعاية مؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية، وفندق كونكورد الإمارات، وهيئة كهرباء ومياه دبي، و«داماك» العقارية، وشركة فوغة «الرعاة الذهبيين»،. وكل من بلدية دبي، وهيئة دبي للثقافة والفنون، "الرعاة الفضيين"، ومحاكم دبي، ووصل للعقارات، ومجموعة قيوان، وشركة ريتيل أريبيان، "الرعاة البرونزيين"، و«ستوديو زعبيل»، ومؤسسة البارجيل "الرعاة الإعلاميين".
مظلة وارفة
وأكد عبد الله علي بن زايد، المدير التنفيذي ل"دار البر"، في كلمته خلال الحفل، أن الجمعية بدأت برعاية 20 يتيما فقط، من داخل الدولة، بنشاطات يحظى بها في العادة الأبناء تحت ظل والديهم ومن يعيشون في كنفهم، قبل أن يتوسع الحفل عاما بعد عام، وتأخذ أعداد الأيتام المشاركين فيه والمشمولين بمظلة رعاية الجمعية في التصاعد تدريجيا خلال الأعوام اللاحقة، ليشمل الأيتام من دول مختلفة حول العالم، حتى أصبح "حفلا عالميا" بامتياز لدعم الأيتام، في ظل رعاية سمو الشيخة هند بنت مكتوم، ويشهد الحفل نقلة نوعية بوصول عدد الأيتام المشاركين والمكرمين إلى أكثر من 200 يتيم.
وأعرب المدير التنفيذي ل"دار البر" عن بالغ شكر الجمعية وتقديرها لحرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، "رعاه الله"، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، لرعايتها لحفلها السنوي، وما تحيط به "الأيتام" من رعاية شاملة.
أعداد متصاعدة
وأشار إلى أن عدد «الأيتام»، الذين رعتهم الجمعية منذ نشأتها، وصل إلى 100 ألف يتيم من الذكور والإناث، من داخل الدولة وخارجها، بتكلفة تفوق 360 مليون درهم.
وألقى عبد الله علي بن زايد الضوء على أن جمعية "دار البر" شيدت عبر مسيرتها الحافلة 25 ألف مسجد، بتكلفة إجمالية وصلت إلى مليار درهم تقريبا، داخل الدولة وفي دول أخرى عديدة حول العالم، ونفذت 74 ألف مشروع في قطاع توفير مياه الشرب والمياه للاستخدامات المدنية الأخرى، بتكلفة إجمالية بلغت 152 مليون درهم، ونجحت في طباعة 6 ملايين و600 ألف "مصحف"، بتكلفة 64 مليون درهم، فيما حظي "المسجد الأقصى" المبارك برعاية الجمعية واهتمامها، حيث أنجزت مشاريع صيانة للحرم القدسي، وتعمل حاليا على إنشاء مرافق جديدة في الحرم، بتكلفة تفوق المليون درهم، بجانب مشروع "إفطار الصائم" في ساحات المسجد الأقصى، ومشاريع متفرقة في مدينة القدس.
بدأ الحفل، الذي تميز بترتيبات أنيقة وفقرات مميزة، بعزف السلام الوطني، أعقبته تلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاها أحد الطلاب الصغار، ثم عرض "فيلم وثائقي"، تناول مسيرة الجمعية الخيرية الوطنية في رعاية "الأيتام".
اشتملت فقرات الحفل المتنوعة على "فقرة كويتية" خالصة ومعبرة، موجهة إلى الإمارات، قيادة وشعبا وحكومة، سلطت الضوء على إنجازات الدولة الحضارية والتنموية والخدمية ومسيرة البناء والعطاء والازدهار في ربوعها عبر العقود الماضية، وحجم إعجاب الأشقاء الكويتيين بالتقدم، الذي تشهده الإمارات في حقول مختلفة، والمشاعر الأخوية تجاه الإمارات وأبنائها، فيما اختتمت الفقرة الخاصة بدعاء من الأشقاء المشاركين في الفقرة للمغفور له بإذن الله، تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، رحمه الله.
وألقى الشيخ خالد العنبري، بواسطة تقنية متطورة "التصوير التجسيمي"، كلمة حول فضل "رعاية الأيتام" وأجره العظيم في الدنيا والآخرة، تحدث فيها عن مكانة الأيتام في ديننا الحنيف، وركز على "أيتام شهداء الإمارات"، مؤكدا أن الأيتام في الدولة يحظون برعاية خاصة ومتكاملة من قبل أبناء الإمارات، "الذين لا يشقى بهم يتيمهم"، حسب وصفه، في حين أن الأيتام بركة على المجتمع المسلم.
وقدم الإعلامي الإماراتي أحمد اليماحي فقرة حافلة بالمعاني والدلالات، دعت إلى أن يكون "الوطن أولا"، وقدم الإعلامي محمد الخطيب فقرة خاصة بمشاركة عدد من الطلاب والأطفال الصغار، تناولت دور وبطولات شهداء الإمارات الأبرار وجنودها، الذين لا زالوا مرابطين على أرض اليمن وفي مختلف مواقع الشرف والمسؤولية، اختتمت بأداء "قسم الولاء" للقيادة والوطن، رددها الخطيب ومن ورائه الطلاب الصغار. وألقى الشاعر علي المهيري قصيدة خاصة حول عطاء سمو الشيخة هند بنت مكتوم في رعاية "الأيتام"، وعرض خلال الحفل "فيديو" خاص تضمن مقتطفات لكلمات وأحاديث الشيخ زايد، طيب الله ثراه، تعكس حكمته ورؤيته في البناء والتنمية.
"كلمات الأيتام"
وقرأ عدد من الطلبة والأطفال الأيتام، من الإمارات ودول مختلفة، كلمات معبرة، باللغات العربية والإنجليزية ولغات أخرى مختلفة، وفقا للغات الناطقين بها، حملت مشاعرهم تجاه الإمارات ومجتمعها، بدأتها الطفلة مي خميس، من الإمارات، التي ألقت كلمة نيابة عن "أيتام دار البر"، ثم ألقى أطفال آخرون من "الأيتام"، من مصر وأوغندا وسواهما، كلماتهم الخاصة، معبرين عن شكرهم لجمعية "دار البر"، الراعية لهم، ومسلطين الضوء على فضلها ودورها في التخفيف من معاناتهم من فقد الأب أو الأم أو كليهما.