كرمت جمعية (دار البر) 107 حافظين لكتاب الله، عز وجل، في إطار "مشروع البر" لتحفيظ القرآن الكريم، الذي تديره وتشرف عليه الجمعية الخيرية، خلال حفلها السنوي الثامن ل"مشروع البر"، فرع الذكور، للعام الحالي 2016، الذي احتضنته بمقرها الرئيسي في شارع الشيخ زايد بدبي، الأربعاء الماضي.
وأعلنت الجمعية أن قائمة المكرمين، خلال الحفل السنوي، الذي حمل شعار (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، تضمنت 92 طالبا اجتازوا بنجاح الاختبار السنوي (2016) ل"مشروع البر" في حفظ الكتاب الكريم، من بينهم 3 طلاب في المستوى الخامس، الخاص بحفظ القرآن الكريم بالكامل، حظي واحد منهم بتقدير "جيد جدا"، و6 طلاب ضمن المستوى الرابع، المخصص لحفظ 20 جزءا من الكتاب العظيم، نال واحد منهم تقدير "ممتاز" وحصل طالبان على "جيد جدا"، و12 طالبا في المستوى الثالث، المتعلق بحفظ 12 جزءا، استحق 3 منهم تقدير "جيد جدا"، و20 طالبا أدرجوا في المستوى الثاني، الذي يستدعي حفظ 6 أجزاء، منح 2 تقدير "ممتاز" و8 "جيد جدا"، و49 طالبا في المستوى الأول، الذي يفرض حفظ جزءين، استأثر 18 طالبا منهم بالتقدير "ممتاز.
واشتمل الحفل على تكريم الطلاب الفائزين بمراكز متقدمة في مسابقة الشيخة هند بنت مكتوم للعام 2016، وهم 4 طلاب من المنتسبين ل"مشروع البر"، و11 من الحفاظ القدامى للقرآن الكريم كاملا من خريجي "مشروع البر"، بجانب تكريم 3 أولياء أمور لطلاب من المنتسبين للمشروع القرآني، الذين نجحوا في ختم "القرآن" وحفظه كاملا خلال العام الجاري 2016.
وشمل تكريم "دار البر"، خلال حفلها الختامي السنوي، أعضاء لجنة الاختبار السنوي للعام الحالي 2016 في "مشروع البر" لتحفظ القرآن الكريم، المكونة من 3 أعضاء من العلماء المتخصصين في تلاوة القرآن الكريم وترتيله وحفظه، هم جاسم محمد الأميري، وأحمد سعد محمود، ومحمد أمين نوالة.
وكرمت الجمعية، خلال الحفل، الرعاة والشركاء الإستراتيجيين لها، وهم جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، مع تكريم خاص للمستشار إبراهيم محمد بوملحة، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي للقرآن الكريم، والدكتور محمد عبد الرحيم سلطان العلماء، رئيس وحدة المسابقات بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وسامي عبد العزيز، منسق جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، ممثلة بالدكتور محمد سعيد بن دعار المهيري، مدير إدارة المؤسسات الإسلامية، ومحمد عبد الله الهاشمي، سكرتير إدارة المؤسسات الإسلامية، والرعاة الذهبيين للحفل السنوي الثامن لمشرع البر لتحفيظ القرآن الكريم 2016، وهم مجموعة الموسى للاستثمار، ومصرف أبو ظبي الإسلامي، الراعيان الذهبيان للحفل الختامي، فيما كرمت الجمعية أيضا 26 من موظفي "مشروع البر" وفريق عمل الحفل الختامي السنوي.
وتضمنت أجندة الحفل تلاوة آيات عطرة من كتاب الله، قرأها الطالب عبد العزيز عبد الله بلال، وعرض لفيلم وثائقي يسلط الضوء على عدد من أبرز إنجازات (مشروع البر) لتحفيظ القرآن. وشهدت فقرات الحفل "إجازة" طالب في حفظ القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم.
وقال خلفان خليفة المزروعي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، رئيس "مشروع البر"، في كلمة ألقاها نيابة عنه عمران محمد عبد الله الشيزاوي، رئيس قطاع المشاريع الخيرية: إن مشروع البر لتحفيظ القرآن الكريم أحد أهم المشاريع، التي أولتها الجمعية الخيرية رعاية خاصة، عبر استقطاب نخبة متميزة من المعلمين والإداريين. ووفّرت "دار البر" في إطار المشروع وسائل النقل للحفاظ، فيما جعلت الدراسة فيه مجانية للجميع. ويقدم المشروع خدمات متنوعة لمنتسبيه، من أبرزها توفير حلقات مناسبة للطلبة، تلائم بيئة تحفيظ القرآن، وتوفير وجبات غداء للطلبة الدارسين في المشروع، وتلبية احتياجات الطلبة من المصاحف والكتب ودفاتر المتابعة.
وتشتمل أنشطة "مشروع البر"، وفقا للمزروعي، على تحفيظ القرآن الكريم للطلبة من جميع الفئات والمستويات في الدولة، تلاوةً وتجويدا، على أيدي نخبة من المعلمين الأكفاء، وتنظيم المحاضرات والندوات الدينية المتخصصة للطلبة، والمشاركة في مسابقات القرآن الكريم، المحلية والدولية، وإقامة مسابقات على مستوى المراكز التابعة للمشروع، وإطلاق رحلات وأنشطة ترفيهية لطلبة المشروع، لترغيبهم في عملية التحفيظ، والاستفادة من طاقات مشرفي ومعلمي المشروع في توجيههم إلى المؤسسات الإصلاحية والعقابية ودور الرعاية الاجتماعية، للعمل على إصلاح تلك الشرائح الاجتماعية، وعقد دورات مكثفة لتحفيظ القرآن الكريم، وتنظيم دورات علمية لنشر الثقافة القرآنية، وتنظيم حفلات تكريم للطلبة المتفوقين والخاتمين للكتاب الكريم.
وشارك "مشروع البر" في 7 فعاليات ومسابقات قرآنية دولية، حققّ فيها نتائج مشرفة، منها حصوله على المركز الرابع في مسابقة القرآن لشباب دول مجلس التعاون الخليجي، التي احتضنتها الكويت , والمركز السادس في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية للقرآن الكريم، التي أقيمت في السعودية، كأوّل مركز تحققه الدولة طوال تاريخ هذه المسابقة. وتجسدت أهم نتائج المشروع في مشاركته بالمسابقة الهاشمية الدولية للقرآن الكريم، التي ينظمها الأردن، كأهم وأفضل المشاركات الدولية للمشروع، إذ حصل فيها على المركز الثالث، ليكون أهم مركز تحصده الدولة عالميا في حفل حفظ القرآن الكريم وتلاوته.
وأشار المزروعي، في كلمته، التي دارت حول مفهوم "السعادة"، إلى أن كل إنسان على وجه الأرض يبحث عن السعادة، والقرآن كتاب يهدف إلى هداية الإنسان، وهو منهج حياة، ومشروع حضارة، ومُنطلق دعوة، وحلّ لمشكلات البشرية، وهدى للناس، وبشرى للمؤمنين، (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)، عندما يكون كتاب الله رفيق الإنسان منذ نعومة أظفاره تكون السعادة مصاحبةً له، وب"القرآن" ينال الإنسان خيري الدنيا والآخرة، مؤكدا أن خدمة كتاب الله، سبحانه، شرف عظيم ونعمة تستحق شكر الله، تعالى، معربا عن جزيل الشكر إلى رعاة الحفل السنوي على دعمهم الطيب ومساهمتهم الفاعلة في دعم مشروع البر لتحفيظ القرآن الكريم. 
وقال رئيس مجلس إدارة "دار البر": إن كثيرا من الناس يظنون أن السعادة في المال، أو الجاه والسلطان، أو الشهرة، ما يجعلهم يلهثون وراءها، لكي يجنوا السعادة منها، وما علموا أن السعادة الحقيقية في الإيمان بالله وحده، وعبادته وحفظ كتابه والعمل به، وبذلك يحظى العبد بالطمأنينة والسكينة والراحة في الدنيا والآخرة، لافتا إلى أن الله، عز وجل، جعل السعادة وصفاً لأهل الإيمان والعمل الصالح، في قوله: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وإذا التزم العبد بأسباب الإيمان وزكّى نفسه وطهر قلبه يجد السعادة المنشودة.
وألقى خالد سلطان العلماء، مدير إدارة "مشروع البر لتحفيظ القرآن"، الضوء على الجهود الحثيثة والدؤوبة، التي يبذلها العاملون في المشروع القرآني على مدار عام كامل، ما تمخض عن تحقيق إنجازات كبيرة ونوعية في حقل تحفيظ القرآن الكريم ورعاية حفظته، محليا وإقليميا ودوليا.