أكدت جمعية دار البر أن جائحة (كوفيد-19) أحدثت نقلة نوعية في آليات العمل الخيري والإنساني، وتركت تأثيرات عميقة على فلسفته في الدولة والمنطقة والعالم، بعد أن شكلت تحديا كبيرا لمؤسسات العمل الخيري والقائمين عليها والعاملين في الحقل الإنساني إجمالا، في ظل ما فرضته من تداعيات صحية واقتصادية واجتماعية وتنموية، أفضت إلى فقدان أعداد كبيرة لوظائفهم ومصادر رزقهم، مقرونة بتراجع إيرادات مؤسسات القطاع الخاص، وتقلص الدعم الموجه للعمل الخيري، وفرض أعباء مادية وخدمية ضخمة على كاهل الدول، في مواجهة تفشي الوباء وعلاج المرضى وتراجع الإيرادات العامة، وإرهاق القطاع الصحي والضغط الشديد على المنشآت الصحية، الأمر، الذي انعكس على المؤسسات الخيرية واستدعى منها المبادرة والتحرك السريع للمساهمة في مواجهة الأزمة، وتخفيف الأعباء عن كاهل الدولة، ومد أيادي العون للمتضررين، وسط ظروف صعبة ومعطيات قاسية.

"دار البر" أثبتت قدراتها الاستثنائية في مواجهة الأزمات:
عبدالقادر الريس عضو مجلس– المدير العام لجمعية دار البر، قال ": إن فلسفة العمل الخيري خلال الجائحة سلطت الأضواء وأكدت الدور الإنساني والخيري والتنموي والاجتماعي والاقتصادي أيضا واسع النطاق، الذي تضطلع به الجمعيات والهيئات والمؤسسات الخيرية في الإمارات والعالم، مشيرا إلى أن "دار البر" وضعت استراتيجية خاصة للتصدي لتداعيات أزمة انتشار الفيروس وإدارة الأزمة، في سبيل ضمان استمرارية الأعمال وتعافي مختلف القطاعات، وحماية صحة المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، والحفاظ على عافية الوطن وتنميته واستدامته.
وشدد الريس على أن جمعية دار البر أثبتت قدراتها الاستثنائية في مواجهة الأزمات، متمثلة في الوباء العالمي، ما يعد مؤشرا إلى مرونتها وقدراتها الخاصة وإمكاناتها العالية في مواجهة الكوارث وإدارة حالات الطوارئ، في ظل ما تملك من قوى بشرية مؤهلة في العمل الخيري والإنساني، ومؤهلة إداريا وتقنيا وعلميا واجتماعيا، وما تملك من بنية تحتية للعمل الخيري، وبنية تحتية تكنولوجية تحديدا، والدعم الوافر من جانب الدولة، ودور ومساهمات وتبرعات أهل الخير والإحسان، ودعم شركائها الاستراتيجيين، من مؤسسات القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني.

العمل الخيري الذكي:
ونوه "عبدالقادر الريس" بأن جمعية دار البر لجأت، في بداية الجائحة العالمية، إلى فلسفة جديدة في عملها وأدائها اليومي وتقديم خدماتها لعملائها والمستفيدين منها، سواء من المحتاجين وذوي المحدود في الدولة، أو فقراء العالم والمنكوبين فيه، أو المتبرعين والداعمين والمحسنين، تعتمد فيها على آليات معاصرة تقوم على التقنيات الحديثة، بهدف ترويض "الفيروس" وكبح جماحه وحماية الصحة العامة، ليتجلى مفهوم (العمل الخيري عن بعد) في الدولة والعالم، مع تحول خدمات جمعية دار البر خدمات ذكية، لمواكبة تحديات "كورنا المستجد"، في إطار محكم من المرونة الإدارية في الجمعية الأمر، الذي حال دون تأثر خدماتها وتواصل عطائها الموجه إلى المحتاجين والفقراء ومحدودي الدخل والشرائح الضعيفة والقطاعات العامة، في خط الدفاع الأول بمواجهة "الفيروس".

رؤية وطنية إنسانية:
أضاف "المدير العام الجمعية " أن دور "دار البر" وجهودها في مواجهة الجائحة العالمية، على امتداد الشهور الماضية، يمثل ترجمة حية أمينة وانعكاس صادق لقيم وتعليمات ديننا الإسلامي الحنيف، القائم على الوسطية والاعتدال والتسامح والمحبة والمبني على كل قيم الخير والبر والإحسان، وتفعيل جاد لسياسة الدولة ورؤيتها وتوجيهات ومتابعة قيادتنا الرشيدة، وتعبير شفاف عن منظومة قيم أبناء، المبنية على حب عمل الخير في مختلف المجالات، والعمل الوطني الجاد والحثيث، نحو المحافظة على الإنجازات الحضارية والمكتسبات التنموية لوطنهم، والمساهمة في حماية الإنسانية إجمالا.

وأكد" عبد القادر الريس " على مضي "دار البر" ومواصلتها جهودها على دروب العمل الوطني والمجتمعي والإنساني والتنموي الجاد والملتزم، في إطار سياسة دولة الإمارات ورسالتها الحضارية والإنسانية والخيرية، الموجهة لأبناء الوطن وللعالم، لافتا إلى أن الجمعية تعمل على أن تكون باستمرار في مقدمة الجهات المبادرة والمتفاعلة مع جهود الدولة ومبادراتها وتوجهاتها تجاه أي عمل وطني أو إنساني أو أي أزمة.