دشنت جمعية دار البر أول مركز متنقل لعلاج مرضى القلب في المناطق المتضررة جراء الفيضانات في السودان، في بادرة إنسانية مبتكرة، تهدف إلى الوصول بالخدمات الصحية إلى الأماكن البعيدة، تحت إشراف نخبة من أطباء الإمارات والسودان، من المتطوعين في برنامج القيادات التطوعية الشابة، وبشراكة مع مؤسسات إماراتية وسودانية، في إطار نموذج مميز للعمل الإنساني الخيري المشترك في مجال الإغاثة الطبية التخصصية.

وأكد المدير التنفيذي لجمعية «دار البر»، محمد سهيل المهيري أن تدشين (مركز الإمارات المتنقل للقلب) يندرج ضمن المهام الإنسانية للمستشفى الإماراتي السوداني التطوعي الميداني، الذي قدم خدمات تشخيصية وعلاجية ووقائية لأكثر من 20 ألف متضرر جراء الفيضانات، التي ضربت القرى السودانية، في إطار الحملة الإغاثية، التي أطلقتها جمعية دار البر بداية سبتمبر الماضي، لمواجهة تداعيات الفيضانات والسيول، وإغاثة المتضررين والضحايا في البلد الشقيق.

و أضاف محمد سهيل المهيري: إن مبادرة مركز القلب المتنقل تعكس السياسة الإنسانية والنهج الخيري الراسخ لدولة الإمارات، وحرصها على دعم الأشقاء والمنكوبين في السودان وإغاثتهم والوقوف إلى جانبهم ، عبر تقديم كل صور الدعم الممكنة في التضامن و التآزر ، مضيفا إن دولة الإمارات العربية المتحدة أصحبت عنوانا للعطاء والخير في العالم ، وعلامة بارزة في مجال العمل الإنساني التنموي المستدام على المستويين الإقليمي و الدولي ، وأثبتت أنها دائماً سباقة في أعمال الخير ومساندة كل عمل إنساني في أي مكان ، مسطرة بذلك صفحات مشرفة في ميادين البذل والعطاء، ونهجا فريدا من نوعه نحو تعزيز أوجه العمل الخيري والإنساني، وفتح الأبواب على مصراعيها أمام الجميع لمد يد العون ومساعدة الشعوب والدول المنكوبة والمحتاجة.

و من جانبه أشار يوسف اليتيم رئيس قطاع الزكاة والمشاريع بجمعية دار البر : أن الجمعية تكفلت بتجهيز مركز القلب المتنقل بأحدث الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية المتطورة، ومختبر حديث، وتزويده بالأدوية، التي تصرف مجانا للمرضى المصابين بأمراض القلب والأمراض المزمنة، لاسيما كبار السن و ذلك من قبل الفرق الطبية التطوعية كما أن المركز يقدم خدمات تشخيصية وعلاجية ووقائية تطوعية لآلاف من مرضى القلب، من كبار السن المتضررين من الفيضانات وغيرهم من سكان القرى والمدن السودانية ، مشيرا إلى أن المركز المتنقل سيقدم خدمات تخصصية بإشراف نخبة من كبار الاستشاريين من الإمارات والسودان، في حافلة طبية مزودة بأحدث التجهيزات الطبية التشخيصية والعلاجية، لتصل بالخدمات الصحية التخصصية إلى القرى والمناطق البعيدة، التي تفتقر إلى الخدمات الصحية التخصصية، وفق برنامج زمني محدد، مع التركيز على المناطق البعيدة، لإجراء فحوص شاملة لأفراد المجتمع، في المناطق المتضررة جراء الفيضانات.

وشدد يوسف اليتيم على أهمية الدور الطبي والإنساني، الذي تضطلع به مبادرة "أطباء الإمارات"، في محطتها الحالية في السودان، و التي تكفلت بها الجمعية ضمن حملة الإغاثة العاجلة و تهدف إلى الاكتشاف المبكر لأمراض القلب، وعلاجها في الوقت المناسب، مع التركيز على التوعية، عبر التعريف بأمراض القلب ومضاعفاتها وسبل الوقاية منها، باتباع سلوك صحي سليم ، مضيفا أن جمعية دار البر تسعى إلى تقديم كل الدعم للأشقاء في السودان، والإسراع في تنفيذ عدد من المشاريع الضرورية في المناطق الأكثر تضرراً، عبر تشكيل فرق الإغاثة الطبية، للإسهام في رفع المعاناة عن المتضررين، وتمكين أطباء الإمارات والسودان من أداء دورهم الإنساني في خدمة المرضى.